السبت، 3 ديسمبر 2016

الفارق بين المعجزة والاختراع

الفارق بين المعجزة والاختراع:
كثيرا مايحلو للبعض ان يبرهن على صدق المعجزات بالقول ان الاكتشافات والمخترعات الحديثة كانت توضع في خانة المعجزات قديما وقد حققها العلم في عصرنا في محاولة للربط بين معجزات الدين وانجازات العلم وفي هذا التفكيرمغالطة كبيرة قد تنطلي على البسطاء من الناس :
1-الشرط الاول في المعجزة انها تخالف نواميس الطبيعة لكي يقال انها خارقة لقدرات البشر بينما كل المخترعات والانجازات العلمية هي نتاج فهم قوانين الطبيعة وتفكيكها وتركيبها بصورة جديدة مما ينتج هذه الالة او تلك
2-- تدعوك المعجزة الى اهمال الواقع ونسيانه لان هناك قوة تجاوزت طاقات الواقع بل طاقات العقل البشري مثل معجزات خلق ادم وحواء والملائكة والشياطين والجن وكانت التوراة سباقةالى سرد المعجزات وتوالت مثيلاتها في المسيحية والاسلام ,بينما تدعوك المخترعات الى التفكير في الية عملها وقوانينه الداخلية والخارجية وتغني عقلك ومعرفتك بها بحضور العقل وجميع الحواس وليس بتعطيلها
3--المعجزات تستحثك على مزيد من العبادات لانها تضعك على بوابة العالم الاخر وتعطل لديك حاسة التفكير الواقعي والعملي لتنتصر لديك غريزة حب البقاء والخلود في الاخرة وعلى حساب الحياة الفانية بينما يحضك العلم ومنجزاته على العمل في المخابر وحقول التجارب فهي بيوت العبادة للعلماء والمبدعين
4-- ولهذا كان الصراع داميا ومأساوية في تاريخ المسيحية والاسلام بين انصار العقل والعلم من جهة وانصار المعجزة والنص الديني ينتهي بتكفير العلماء وسحقهم من قبل رجال الدين بينما بقيت اليهودية بمنأى عن هذا الصراع لانها لم تطرح فكرة الخلود بعد الموت اصلا كما تخلى اليهود عن معجزاة التوراة لصالح العلم والبحث العلمي والسيطرةعلى مقومات القوة والنفوذ
5--هذه الوقائع هي التي قادتنا الى مانحن عليه من تخلف وتبعية وهلوسات دينية وسياسيةواجتماعييةوجدت ترجمتها القاتلة في هذه النتائج المريرة التي نحصدها ولا اعتقد ان في الدنيا امة تكثر من الدعاء في صلواتها من اجل اجتراح المعجزات السماوية بقدر امة الاسلام فتاتي نتائج الدعاء خيرا على الاعداء ووبالا علينا
6--لم يعد امامنا سوى طريقين لاثالث لهما اما ان تغير المؤسسات الدينية كلها عفنها الصدئ الذي يدرس من الشحن المذهبي وتكفير البشر والخلافات الفقهية الى اعتبار العقيدة والايمان مسألة شخصية غير مفروضة على احد والغاء مفهوم الطاهر والنجس واستبداله بالنظيف والملوث
اماالطريق الثاني فهوالتشرذم و الانقراض تماما كما انقرضت عبر التاريخ كائنات كثيرة لم تستطع ان تواكب الحياة الجديدة بل وانقرضت شعوب بكاملها لانها لم تمتلك اسباب القوة والبفاء ونحن اليوم في قلب الجدل العالمي بين القوة والضعف ولعل اعظم قوة في عالم اليوم هي الانسان الجدير بالحياة والشعب الجدير بالحياة برغم كل اسلحة الفتك والتدمير

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

من معجم الخصوبة:تحليل الجذر الثنائي الرابع والسبعين,التاء مع الهاء(ته,تاه,توه,تيه)

من معجم الخصوبة                                                                                                                            ...