السبت، 3 ديسمبر 2016

الدين بين طفولة العقل البشري والتطفل على المجتمعات الانسانية

الدين بين طفولة العقل البشري والتطفل على المجتمعات الانسانية:
لاشك ان قول الحقيقة يحتاج الى الجرأة حينا والمغامرة احيانا ولا سيما ان امراضنا الاجتماعية والعقدفي معظمها ذات منشأ ديني او مذهبي او دعوي خطابي ولذلك لابد من مواجهة الحقائق في وجه من استباحوا كل شيء باسم الدين فكانوا عملاء لصهاينة اليوم كما كانوا عملاء وصنائع ليهود التاريخ حين افقدوا الايمان براءته ولو بدا ساذجا مع ان السذاجة لم تعد مقبولة في عصر الثورات العلمية المتلاحقة.وهذه نماذج من واقعنا:
1-منذ سنين مضت تحدث اليّ احد الشيوخ الدراويش بالقول:سبحان الله لو القينا حجرة في الماء لهبطت الى القعر ولكن الباخرة التي هي اثقل من الحجر الاف المرات لاتغرق لان الله سبحانه يمسكها عن الغرق, واستشهد بالاية :وله الجواري المنشآت في البحر كالاعلام فالبواخر تطفو بقدرة الله اما الحجر فيغرق ,لم استطع ان اشرح للشيخ البسيط قانون ارخميدس :وزن الباخرة يساوي وزن الماء الذي تزيحه لانه لن يفهم فتركته على ايمانه دون تافف مني او منه
2--قلت سأجرب فهم الطلاب الذين تعلموا قانون ارخميدس وسألتهم في الصف ماهو الماء الذي يحمل السفينة هل هو الماء الذي يحيط بجوانبها ام الماء الذي تحتها فاجابوا بسرعة :الماء الذي تحتها فقلت لهم ليس كذلك لان الغواص يستطيع ان يعبر تحت السفينة دون ان يحس بشئ من ثقلها وقلت هذه ايضا سذاجة يمليها الجهل بزوايا ضغط الماء على جوانب السفينة مع فهمهم لارخميدس
3--سألت زميلا لي :هل تعتقد بان الكواكب والنجوم اعلى من الارض فأجاب طبعا الا نقسم بالقول وحق الذي رفع السماء وبسط الارض فقلت له لو كنت على سطح القمر او المريخ او اي مكان خارج ارضنا وجاذبيتها لرايت ان الارض فوقك لاتحتك وهي كوكب لماع مثل الزهرة وسواها من الكواكب والنجوم هكذا نحن ,فقد تجد هذه السذاجة الجاهلة لدي مستويات وانماط بشرية تحسبها مثقفة وتحمل الشهادات المختلفة
4--وجد الانسان القديم نفسه في عالم تكتنفه المجاهيل فاستعان بخياله ومن هنا كانت ولادة الاديان نتيجة انبهارالانسان بالكون وخوفه على حياته من مخاطر الطبيعة ومخلوقاتها القاتلة
وحلمه بالامن والغذاء من هذه الارض وخيراتها
5--من الطبيعي ان يكون الانسان الساذج مومنا بالخوارق والمعجزات تماما كالطفل الصغير حين تقدم له افلام كرتونية تداعب خياله بالمعجزات والخوارق فيستسيغها حتى يكبر فيتخلى عنها ولكنها تبقى في الذاكرة مرافقة لذكريات الطفولة فالطفل ليس لديه مستحيل بل يعتقد ان كل شئ ممكن ان يتحقق بقدرة قادر قد يكون هذا القادر اباه او الاله او الملائكة او الجن الخ...
6--كان هناك راع (من عصر الرعي) يتأمل عظاما نخرة لقبر ما فرأى العظام دون اللحم الذي اصبح ترابا فقال في نفسه لماذا لاتكون عملية الحياة معاكسة لعملية الموت فالانسان حين يموت يشهق الهواء تم يموت ويتحول جسده الى تراب فلماذا لايكون الخلق بان يجمع الاله القادر التراب ويجبله وينفخ فيه فيتكون بشر سويّ هكذا قالت التوراة ونقلت عنها المسيحية والاسلام فاصبحت الحكاية مقدسة حتى اليوم
7-- كيف خطر لمؤلف سفر التكوين في التوراة ان ايام الخلق ستة ففي اليوم الاول خلق النور بعد الظلمة والليل والنهار قبل ان يخلق الشمس والقمر وفي اليوم الثاني يفتق جلد السماء ويرفعه عن الارض وفي اليوم الثالث تظهر اليابسة والنبات والشجر وفي اليوم الرابع يخلق الشمس والقمر الخ كلام لايقبله عقل عاقل ولا مجنون ومع ذلك فهو مقدس ولكن العلم يثبت ان ايام الخلق مستمرة منذ مليارات السنين وحتى اليوم وفي كل يوم تولد كواكب ونجوم وتزول اخرى وتولدوتختفي كائنات حية كل ثانية منذ مليار سنة على الاقل
8--اذا سلمنا بأن العقل الطفولي قد اخترع هذه الروايات فلا غبار على ذلك ولكن المشكلة تظهر في فرض هذه المقولات الدينية والمعجزات التي لاحصر لها باعتبارها منزلة من السماء وقوننة هذه المقولات باعتبارها وما ينتج عنها من فرائض واجبة على الانسان والمجتمع وهنا يبدأ التمذهب والتطفل والاستغلال والتزوير
9-- اذا كان الدين ظاهرة طبيعية في تاريخ البشرية فذلك امر طبيعي يخص الانسان وتاملاته ولكن قوننة الدين اجتماعيا وسياسيا وتحويلة الى مذاهب وطرق لايمكن ان اعتبرها ايا كانت الا مظاهر متطفلة على الحياة والفكر ولخدمة شخص او حزب او فئة وقد استطاع اليهود من خلال وعيهم لذاتهم وكينونتهم ان يتوغلوا في نفوس البشر الذين اتخذوا من التوراة مصدرا دينيا وتاريخيا واقصد اتباع المسيحية والاسلام استطاعوا ان يتوغلوا عبرالمذاهب والطرق كلها وبدون استثناء ليمزقوا الشخصيةالانسانية الاسلامية والمسيحية بانواع الفقه المتناحرة لنصل الى ماوصلنا اليه من عقول مظلمة وافاق مسدودة وانحسار عن الفعل المجتمعي الخلاق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

من معجم الخصوبة:تحليل الجذر الثنائي الرابع والسبعين,التاء مع الهاء(ته,تاه,توه,تيه)

من معجم الخصوبة                                                                                                                            ...