السبت، 3 ديسمبر 2016

الخطاب الديني في ازمة وجودية

لماذا دخل الخطاب الديني في ازمة وجودية؟؟
اقصد بالازمة الوجودية :إما ان يحدّث هذا الخطاب نفسه او يرحل,لاشك ان الخطاب الديني قد لعب دورا كبيرا عبر التاريخ ولعل اعظم ايجابية له كانت في مواكبة حركات التحرر الوطني في بلادنا العربية حين افترستها قوى الاحتلال لاهداف استعمارية بحتة ,ولكن هذا الخطاب تخلف عن مواكبة الحضارة الحديثة وتجلياتها المذهلة على المجتمعات الانسانية كلها فتغيرت المجتمعات الانسانية ووسائل العيش ومصادره وابداعات العلم في الفيزياء والكيمياء وعلوم الطبيعة الخ...
1--اصبح جيل ابنائنا يعيش في قطيعة شبه كاملة مع جيلنا بفضل مالديه من معطيات مذهلة وضعها العلم بين يديه بعد ثورة الاتصالات والالات الذكية فكيف الحال مع الاجيال السابقة التى امتهن مثقفوها قديما كتابة الشعر ومماحكات رجال الدين والفلسفة في احسن احوالهم- 2--لقد اثبت العلم انه وحده القادر على تحقيق طموحات البشر بحياة راقية وميسورة اذا انتصر الانسان الحكيم على الالة العمياء القاتلة بين يديه وحقق العلم مايفوق خيالات الاقدمين التي تبدو متواضعة وغبية اليوم
3--كان الخطاب الديني رفيق حركة التاريخ في منطقتنا منذ الاف السنين والمشكلة هنا تكمن في النص المقدس والثابت على مر العصور فالمعرفة الحقة بنظر الاديان هي ماجاء به الانبياء والرسل ولذلك يأخذ الماضي جل اهتمام المؤمنين ويحلمون بالعودة اليه
4--لقد وصل الامر بطالبان ان افتوا بضرورة نبذ اهم المخترعات العصرية التي حققت التواصل بين شعوب العالم فحطموا التلفزيون وكل مايعلوه للعودة الى عصر الايمان الاول
ولو ادى بهم وبخلفائهم الدواعش وسواهم الى معاداة الدنيا كلها وكأن هاجس الايمان عند هؤلاء يدفعهم الى الطلاق مع العصر كله حفاظا على العقيدة ورضا السماء
5--لعب الافتاء الديني المتخلف والمتشدد وفي المدرسة الوهابية تحديدا وامثالها دورا كبيرا في شد العقل الاسلامي الى الوراء فالمرأة التي لايجوز ان تقود السيارة ولا تخرج الا مع محرم و..و..ناهيك عن الخطب الرنانة التي تستحضر الملائكة والجن والشياطين والجنة والنار مما يفخخ عقول السذج والاطفال الذين يرون الحل دائما في المعجزات وليس في العلم والعمل ولهذا امقت لغة الدعاء التي تستحضر المعجزة دائما للقضاء على الخصوم
6-- والجانب الاخطر في المشهد ان الحكم على عصرنا يتم بما قاله رجال الدين وائمة المذاهب منذ الف سنة وليس بما يقوله رجال القانون وباحثوه بل يجري تصنيف الناس بما املاه اصحاب المذاهب المتناحرون في عصورهم وعلى اساس الايمان والكفر وليس المواطنة والعمل فقدم المسلمون الحراب بعضهم ضد بعض وبحماس متوحش بدعوى الجهاد وما شابه
7--لهذا لااتورع عن القول ان الخطاب الديني الاسلامي هابط في محصلته وفي جميع ارجاء العالم الاسلامي ولا يمكن انقاذه الا بعلم القراءة النقدية التي تشير الى كل ورم او نخرولا يعصم منها اي نص او كتاب او شخصية كل ماله وما عليه وبواقعية منهجية تخدم قضية الوعي الانساني المعاصر والكرامة الانسانية اما اذا استمرت الحال على مانحن عليه فليس امامنا سوى الانتحار او الابادة لان الارض لاتحمل على سطحها الا الاحياء في النهاية وشكرا لقرائي الاعزاء ايا كان رأيهم لان الرأي من حق الجميع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

من معجم الخصوبة:تحليل الجذر الثنائي الرابع والسبعين,التاء مع الهاء(ته,تاه,توه,تيه)

من معجم الخصوبة                                                                                                                            ...