الثنائيات المدمِّرة في اليهودية والمسيحية والاسلام:
سأكتفي بعرض ثنائية واحدة هي الاهم في كل ديانة من الديانات الثلاث:
--سواء سموها ديانات سماوية او ابراهيمية او ارضية فكل ديانة منها تتميز بثنائة
كانت قاتلة على مر التاريخ بل كانت كافية لمعارضتها ومحاربتها داخليا (اي انتحاريا)
او خارجيا (اي حروبا مع اتباع الديانات الاخرى)
1--في اليهودية:اهم ثنائية في الدين اليهودي هي تقسيم البشر الى يهود لهم
المجد والسؤدد وغير اليهود ايا كانوا ولهم الخزي والذبح والاحتقار حتى يتحولوا الى
خدم وعبيد لليهود .من الواضح ان هذه العنصرية اوحت لهم بفكرة الشعب المختار وجلبت لهم
كراهية الشعوب ونقمتها التي يعبرون عنها اليوم بمعاداة السامية ودفعوا بسببها اثمانا
كبيرة لان هذه الفكرة لاتقبل التعايش الانساني المتساوي مع الاخرين وما تزال تحمل في
مضمونها الاخطار الكبيرة على مستقبل البشرية وهي المسؤولة عن النزعات العدوانية في
كثير من السياسات العالمية.
2--في المسيحية:اهم ثنائية هي الحب والكراهية فبالحب تعمر القلوب والحياة
وبالكراهية تسود الفتن والنزاعات ,وعلى الرغم من الروح المثالية السامية في الدعوة
للحب فانها اصطدمت بنقيضها منذ الايام الاولى للمسيحية حيث دفع ثمنها غاليا يسوع نفسه
الذي خانه تلامذته وفي اصعب اللحظات ولم تؤثر بهم نصيحته:(احبوا اعداءكم),اي انسو الاساءة
وسامحوا ,لان شعار اليهود عكسه تماما (لاتنس لاتسامح)فالحب والكراهية لايمكن ان نصنعهما
فانت لاتختار من تحب ثم تحبه او العكس فالشخص الاخر يفرض حبه عليك بحسنه وكياسته او
يجعلك تكرهه بقبحه واساءته فكان تاريخ المسيحية حافلا بالنزاعات والحروب والكراهية
داخليا وخارجيا بالرغم من شعار المحبة.
3--في الاسلام:اهم ثنائة هي الكفر والايمان,وهي اخطر ثنائية في تاريخ البشرية
دفع بسببها المسلمون منذ فجر الاسلام وحتى اليوم ملايين الضحايا وكانت عبئا ممزقا للمسلمين
عبر التاريخ لان مسألتي الكفر والايمان لاقوانين واضحة ولا رادعة فيهما بل يحتل المزاج
الشخصي والتقليد الدور الحاسم في الحكم هنا وهناك لقد تم تكفير الخلفاء الراشدين وهم
طليعة الاسلام من قبل مسلمين يرددون الشهادتين ويقيمون الفرائض فكُفّر علي ابن ابي
طالب درع الاسلام الاول من قبل الخوارج والامويين في حياته وبعد مماته كما كُفّر بقية
الصحابة بفعل النزاعات والشروخ التي تعمقت بين المسلمين فاصبحت الاية(وكنتم اعداء....
فاصبحتم بنعمته اخوانا) عكسية ,اصبحوا اكثر عداوة وكراهية ويكفي ان نقرأ تاريخنا الاسلامي
الاموي والعباسي ثم العثماني لنرى الفظائع التي ارتكبت تقشعر لها الابدان والتي نراها
مستمرة في التيارات الجهادية اليوم
حيث الذبح وقطع الرؤوس واكل الاحشاء بما يفوق دموية الوحوش بالف مرة,والحل:
4--الحل :من الواضح ان مبادئ تم تجريبها على مدى الف
او الفين من السنين ولم تنتج الا الكوارث لابد من البحث عن الخيار الانساني بديلا عنها
وهو المطلوب الارقى والانقى الخيار القائل بالتعايش السلمي التعاوني بين الامم والشعوب
بغض النظر عن عقائدها وذلك على قدم المساواة امام قانون دولي راسخ ورادع لاتكون الغلبة
فيه للمحتالين والمعتدين كما يحصل حتى اليوم. وشكرا لجميع القراء,,.....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق