كيف اعاد فيلون اليهودي قراءة التوراة كي ينقذها من السقوط؟
في التوراة كما في بقية الكتب المقدسة حكايات كثيرة لاتستقيم في منطق ولا
عقل مستنيربل تدخل في باب المعجزات اوالخرافات بحسب عقلية المتلقي ومنها خلق ادم وبقية
كل الكائنات الحية بالجبل والنفخ وخروج حواء من ضلعه وعصا موسى تشق البحر وتحول نهر
النيل الى دم الخ ...وقد رأى فيلون اليهودي الاسكندري(عاش في الاسكندرية) 20 ق م-40ب
م ان اليهود بدؤوا ينفضون عن التوراة بسبب هذه الحكايات فاخذ على عاتقه تفسير ها بطريقة
رمزية افلاطونية : 1--يقول في تأويل سفر التكوين:خلق الله في عالم المثل العقل الخالص
ثم صنع على مثال هذا العقل عقلا اقرب الى الارض هو آدم واعطاه الحس وهو حواء لان الحس
ضروري للعقل وهنا طاوع العقل الحس وانقاد للذة وهي الحية التي وسوست لحواء فولدت في
النفس الغرور وهو قابيل الذي يجمع الشرور وهنا لابد ان ينتفي الخير وهو هابيل وهكذا
ماتت النفس موتا خلقيا كما يؤول عبور البحر الاحمر بعبور النفس للحياة الحسية فانتصرت
عليها واجتازتها اما زواج ابراهيم من سارة فهو رمز لاتحاد الانسان الصالح بالفضيلة
ولهذا لم يكن فرعون كفئا لسارة اي للفضيلة
2--ليس المهم في هذا الكلام مصداقيته لكن المهم ان اليهود تحسسوا الخطر من
تعاسة المرويات التوراتية فحاولوا انقاذها منذ اكثر من الفي سنة ونحن مازلنا ناخذ رواياتها
على سبيل الجد بل والتقديس بينما تجاوزها العقل اليهودي الى الاخذ باسباب العلم الحديث
والاختراع واذا كانت اسرائيل دولة يهودية بالانتماء التاريخي الذي يشد عصب اليهود فانها
دولة علمية من الطراز الاول ولا تحظى التوراة عند غالبيتهم باي مصداقية سوى انها حزام
يجمعهم ضد بقية الشعوب ويحافظ على تعصبهم
3-- على الرغم من ان معظم المعجزات عندنا في الاسلام توراتية تخص انبياء اسرائيل
فان احدا من رجال الدين او المفكرين العرب والمسلمين لم ينتقدها وكانها اصبحت لنا وليس
لبني اسرائيل فاصبح لزاما علينا ان ندافع عن مصداقية التوراة في الوقت الذي هم يرفضون
مصداقيتها وهنا حققت التوراة وعدها بانها ستجعل الشعوب الاخرى خدما للسيدة اسرائيل
كما كان اسماعيل وامه (اجداد العرب)خدما عند سارة واسحق(ابو اسرائيل)
4-- لو ان رجل دين عمل عندناعلى انقاذ المشاعر الدينية من عمقها الغرائزي
اليس من المخجل ان يكون كل مافي الجنة هو الشرب والاكل والنكاح (وكلها احاسيس يشترك
فيها الانسان مع الحيوان ادنى حيوان) مما جعل ارذل البشر واغباهم يتحمسون ويذبحون ويدمرون
في سبيل بلوغ هذه الغاية ؟؟نعم لقد وضعتنا داعش وشقيقاتها على مفترق طرق هو :اما ان
ينتصر العقل والحكمة على هذه الاوبار العفنة بافكارها والاجرامية باساليبها والمسيسة
باهدافها لخدمة اعدائنا او يستشري هذا القطيع المتوحش والمدعي الايمان بفضل اعداء يخططون
لمئة مليون امي وغبي من العرب لتدمير امة وتسخيرها للسيد اليهودي كما وعدت التوراة..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق