سهولة المتاجرة بالدين:
لاتوجد قضية في تاريخ العالم تم الاتجار بها عبر التاريخ مثل قضية الدين فلماذا
كان الدين-اي دين-مادة للتجارة السياسية والاجتماعية رائجة ورابحة؟
--يحضرني بيت المعري الذي يصف فيه اهل زمانه:
فأميرهم نال الامارة بالخنا.........وتقيّهم بصلاته يتصيّدُ
هذا هو المجتمع المحيط بالمعري,ولم يختلف الامر اليوم الا الى الاسوأ,لان
التصيد اليوم يتم في اقبية السياسة والاستخبارات الدولية التي تشتري وتوظف رجال الدين
ومن وراءهم من الاتباع ليكونوا خدما وحشما لهذا الحاكم او تلك الدولة...
1--الدين بحكم افقه اللاهوتي في نظر العامة والمتدينين , يجعل من رجاله طبقة
فوقية تحظى بالاحترام والتبجيل وتعتمد في خطابها الترغيب والترهيب وهما اسوأمايدمر
الشخصية السوية للانسان باعتباره سيدا لاعبدا لان الراغب أوالخائف كليهما عبد لرغبته
او خوفه ولذلك يتم توظيف رجال الدين لتثبيت الرغبة والرهبة في نفوس الرعية لصالح قضية
او جهة معينة
2--المفهوم الديني مغلق على النص المقدس ,فالايمان لايقبل الحوار لانه قائم
على التسليم وليس على الشك الديكارتي ومن هنا فان تشظي الاديان الى مذاهب هو قاتل لها
ولم يحصل ان اتحد مذهبان في تاريخ المسيحية والاسلام بعد انفصال احدهما عن الاخر في
حين يمكن ان يتحالف حزبان سياسيان ويتوحدا في العمل
3--لقداستفادت الصهيونية واسرائيل بفضل الماسونيتين الاسلامية والمسيحية من
وجود نصوص دينية في القرآن والانجيل تمجد بني اسرائيل القدامى وتجعلهم مفضلين على سواهم
من البشر وتقطف اسرائيل اليوم ثمار هذا التوظيف لتبدو سيدة العالم وتسارع الدول الاسلامية
والمسيحية لخدمتها مهما تظاهروا لها بالعداء
4-- يعمل رجال الدين في العالم الاسلامي تحديدا ابواقا للسلطة او ابواقا لاعدائها
هنا او هناك ويكفي ان نعلم ان عدد الفضائيات الدينية الاسلامية يبلغ المئات وكلها تعزف
على وتر الكراهية للاخرين الكراهية العمياء مما جعلها بحق ابواقا للصهيونية مهما تعددت
مشاربها
5--ان المعتقدات الغيبية فيما بعد الموت توظف بكل سهولة
لتجنيد اطفال وشبان جهلة يمتلكون طاقة الحماس وطاقة الجنس وطاقة الجوع لدخول جنة لهم
فيها ماتشتهي الانفس وتلذ الاعين ولا بأس في ان يقتل أحدهم عشرات الابرياء حين يفجر
نفسه ليحظى بهذه النعم التي ينحط معها الضمير الانساني الى الحضيض بدلا من الارتقاء
الروحي كما يزعمون.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق