قراءة للسيد يسوع بعين العقل والمنطق؟(استكمالا للبحث السابق من هوعيسى ومن يسوع)
-- ليس منطلقي دينيا ابدا بل هو معرفي ومقارن وهو مفتوح للنقاش في كل اتجاه خدمة للمعرفة والمنطق السليم.
1--هناك من قالوا ويقولون ان المسيحية امتداد لليهودية واستكمال لاغراضها املاه الزمن والتطور ويبررون ذلك باقوال من الانجيل وهم اتباع الكنائس الغربية
--وهناك من يقول ان المسيحية مناقضة لليهودية في رسالتها وغاياتها ويدعمون ذلك بقراءات
ومواقف من الانجيل وحياة السيد يسوع ولا سيما في الكنائس الشرقية
--وهناك من يقول ان المسيح انتصر على روما(الغرب)قولا بينما انتصر اليهود فعلا وكان السيد يسوع هو الضحية ,ولهذا سأناقش الاقوال والمواقف بروح علمية ومنطق تاريخي
2-- قلت لمحدثي :اقرأ السطر الاول من انجيل يوحنا وستعرف جدل المسيحية مع اليهودية
وكيف رُسمت مصائره ,جاء في مقدمة انجيل يوحنا:في البدء كان(كانت) الكلمة ,والكلمة كان(كانت)عند الله,وكان(كانت) الكلمة الله.وهنا تبرز القضية:
-- من قال في البدء كانت الكلمة فهو التوراة اي ان خلق العالم والحياة تم بكلمة(كن) وقد تبنت النصرانية والاسلام هذا القول ,ومن قال:الكلمة هي الله فهوتراث المسيحية العربية القديمة التي تبنت عقيدة الخصوبة ,لان الكلمة ترجمة لما تراه عيوننا من الاشياء حولنا فالعيون لا ترى في الحقيقة سوى النور الذي هو المظهر الالهي في المسيحية والاسلام خلافا لليهودية التي ترى الظلمة مظهر الاله في السطر الاول من التوراة وهكذا فقد قدم يوحنا يهوديته على مسيحيته وهذا مانستشفه بين صفحات الاناجيل ولكن اين هو موقع السيد يسوع وهل كان مؤيدا لشريعة موسى او معارضا؟
3-- رفض يسوع فكرة الختان التي امر بها موسى لانه اعتداء على جسد طفل عاجز لم يؤخذ رأيه فيما يجري عليه واخذ بفكرة المعمودية السائدة عند الكنعانيين وكان قد تعمد على يد الصابئي يوحنا المعمدان في نهر الاردن و كان اليهود وراء قطع رأسه وصلب يسوع
4--كما تتعارض المسيحية مع اليهودية في الموقف من النور والظلمة فتتوجه محاريب الكنائس الى الشرق حيث منبع النور بينما الكنس اليهودية تتوجه الى الغرب حيث الغروب والظلام وتتخذ شعارها نجمة داؤد السوداء كاملة تعبيرا عن ذلك الا ان المسيحيين والمسلمين لم يفطنوا الى فلسفة الظلمة عند اليهود ومؤداهاكالتالي:اذا كنت في غرفة مظلمة ومن حولك الناس يتحركون في النور فانك تستطيع ان توقع بهم وتتربص لان الظلمة تحميك والنور يكشفهم وهذا ماتخلّق به اليهود الى اليوم فهم يفاوضونك دون ان تعرف ماذا يريدون لانهم في موضع الظلمة لتبقى انت مكشوفا وضعيفا وقد قتلوا الكثير من القادة والعلماء دون ان يقرّوا
5--رفض السيد يسوع مبدأ اللحوم النجسة التي وردت في الشريعة وهي ثمانية عشر صنفا من الحيوان قائلا ليس مايدخل فمك هو النجس بل مايخرج من فمك ,ذلك لان مايدخل فمك يخصك اما مايخرج من فمك فيمكن ان يجلب الكوارث عليك وعلى الاخرين
6--اليهودية صاغت شعارها :لاتنس لاتسامح بينما اساس المسيحية هو التسامح وحب الاخرين:احبوا اعداءكم.....من ضربك على خدك الخ... وهنا يظهر الرقي الانساني في اعلى درجاته اي ان تعالج السوء بالصفح والاكرام وفي القرآن قاعدة مشابهة:ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي احسن فاذا الذي بينك وبينه عداوة كانه ولي حميم
7--تحتل السماء في المسيحية مكانة جليلة خلافا لليهودية فالعبارة التي يرددها السيد يسوع ابي الذي في السماء بينما يحذر موسى في وصيته بني اسرائيل:لئلا ترفع عينيك الى السماءوتنظر الشمس والقمر والنجوم,كل جند السماء (تثنية 4)وكان بنو اسرائيل في البداية يعبدون السماء مثل الكنعانيين لكن النبي ارميا يقول:ان الرب يخبر ان يخرجوا عظام بني اسرائيل من قبورهم ويبسطونها للشمس والقمر ولكل جنود السماوات التي احبوها....فلا تجمع ولا تدفن بل تكون دمنة(مزبلة) على وجه الارض(ارميا 8)اي لاتهاون مع محبّي السماء
8--اما المرأة فقد اخذت منها اليهودية موقف الاحتقار عكس ديانة الخصب التي رفعت المرأة لانها الام ولانها صورة عشتار السماوية فهي مباركة وقديسة واستمر هذا الموقف منها في المسيحية بينما شتمت اليهودية عشتار السماوية(اينانا القمرية) وممثلتها المرأة باعتبارها رمز الخطيئة (حواء التي اسقطت آدم)فهي نجسة ودونية ولا مكانة لها في اليهودية الا ان تقدم جسدها في سبيل قومهاكما فعلت سارة واستير لدى فرعون والملك الفارسي بينما نجد السيد يسوع يقف الى جانب المجدلية المتهمة بالزنا وقد هموا برجمها قائلا:من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر وكرست المسيحية المرأة كاهنة وقديسة وراهبة في خدمة الكنيسة الى اليوم.
9--الموقف من الاغنياء (اهون ان تدخلوا الفيل بثقب ابرة من ان يدخل غني الجنة )بينما الغنى وباي ثمن هو مطلب اليهودي ومع كل هذه الوقائع والمفارقات تقف مستغربا كيف يكون يسوع استمرارا لموسى وبني اسرائيل وكيف يطلقون عليه ملك اسرائيل:هذه الصورة يقدمها انجيل يوحنا ليسوع:(فاخذوا سعف النخل وخرجوا للقائه وكانوا يصرخون:اوصنا مبارك الآتي باسم الرب ملك اسرائيل ,ووجد يسوع جحشا فجلس عليه كما هو مكتوب,ولا تخافي يابنة صهيون هو ذا ملكك ياتي جالسا على جحش اتان),(اعتقد ان واحدا مثل يسوع لن يقبل ان يكون ملكا ثم يركب حمارا امام حشد يرحب به بالصراخ والتلويح) كما ان الصورة التي قدمت عنه في العشاء الاخير (عشاء التآمر) وقد غسل اقدام المجمع اليهودي الاورشليمي الاثني عشري لايقبله عقل ولا افهمه الا انه تكريس لمقولة التوراة :ساجعل شعوب الارض لكم خدما ,وهاهو يسوع يغسل اقدامهم ومحمد يقرويعترف انه وقومه اولادالجارية هاجر خادمة السيدة اليهودية سارة
ليكون اتباعه واتباع يسوع خدما لاحفاد بني اسرائيل وهذا ماتحقق اليوم في العالمين المسيحي والاسلامي وشكرا لمن يقرأ ويحاور بمنطق العقل وليس بمنطق الحدود المحرمة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق