ماذا خفي من التاريخ في عصر الخلفاء الراشدين بشأن مقتل الخليفتين عمر وعلي:
اذا كان التاريخ يقول ان حركته دائما كانت وستبقى محصلة القوى الفاعلة في
كل مرحلة وعلى راسها قوة المال فان هذين الخليفتين عمر وعلي لم يكونا من اغنياء قريش
بل من فقرائها خلافا لعثمان وبقية الامويين ,بل نقرأ في سيرتيهما التقشف وخشونة الملبس
والمطعم ,والحزم في المواقف والتشدد في الدين,ولم يكن الراسمال الاموي ولا اليهودي
مرتاحا لهما ناهيك عن غضب اليهود عليهما منذ معارك خيبر ومما يثير التساؤل ان يكون
ثمن مقتل الخليفةعمر, عبد فارسي اسمه ابو لؤلؤة فقط ,وان يكون ثمن دم الخليفة على مهر
امرأة كانت قحبة زمانهااسمها قطام كان يبتغيها عبد الرحمن بن ملجم وانتهى الامر. في
حين اجج مقتل الخليفة عثمان احداثا استمرت اكثر من خمسين سنة؟ (وبشقفة قميص ملطخ بدمه
ذهب مثلا الى اليوم)
1--يروي المؤرخون على اختلافهم ان كعب الاحبار (يهودي يمني كان يتردد على
مجلس عمر ويختلف الرواة في صدق اسلامه )فقال له ان الكتب لديه تخبره انه اي الخليفة
سيتعرض لمكيدة خلال ثلاثة ايام ,وانتشر الخبر في انحاء المدينة ان عمر سيقتل وكان المغيرة
بن شعبة واليا على الكوفة والبصرة واحد دهاة العرب قد ارسل الى الخليفة عبده (ابو لؤلؤة
الفارسي)بدعوى انه حداد نجار نقاش منذ فترة ومر على الخليفة وتجادلا في الكلام فقال
له ابو لؤلؤة:لاصنعنّ لك رحى يتحدث بها الناس.,فقال عمر:امّاالعلج فقد توعّدني (هددني)
وفي فجر اليوم التالي طعنه ثلاث طعنات وقت صلاة الفجر(23 هج).وحين استلم عثمان الخلافة
اكتفى بعزل المغيرة ( فاعاده معاوية بعد توليه الخلافة )وابعد كعب الى الشام فاستقبله
معاوية بحفاوة ونصحه بالذهاب الى حمص وتوفي فيها (32 هج)وقبره معروف يزار
2--خلافا لما يشاع من ان العلاقة بين عمر وعلي كانت سيئة او هكذا صورها مروجو
الشقاق بين المسلمين (واليهود على وجه التحديد)فان مكانة علي كانت عالية لديه وكان
مستشاره الاول في كل القضايا الهامة وكان يقول مامن قضية الا ولها ابو الحسن .ولولا
علي لهلك عمر ,غير ان العلاقة تغيرت مع الخليفة عثمان حين عزل ولاة الامصار وعين مكانهم
اقرباءه الامويين الاغنياءومنهم من كان سيء السيرة وملاحقا من زمن النبي فثارت عليه
جموع المسلمين وتحركوا من مصر والعراق باتجاه المدينة وحاصروا منزله كي يسلمهم مروان
بن الحكم فرفض فقتلوه(35 هج) وكانوا كثيرين ولم يسمحوا بدفنه قرب النبي مثل ابي بكر
وعمر فدفن في مقبرة حش كوكب
4--استلم علي الخلافة فلم يبايعه الامويون وكانت حرب
الجمل (35 هج)وصفين (36 هج)لصالح على وهنا تبدأ لعبة التحكيم التي لعب فيها المال والدهاء
دورا كبيرا فاخرج قسم كبير من جيش علي (الخوارج)وكان لليهود واموال بني امية دور كبير
وطالبوا عليا ان يشهد على نفسه بالكفر والا حاربوه وادرك انها مؤامرة فكانت معركة النهروان(38
هج) وهنا تبدأخطة اغتياله فدفعوا بابن ملجم لاغتياله (40 هج) في صلاة الصبح ايضا(وهو
من قبيلة تجوب الحميرية وكانت متهودة قبل الاسلام)بدعاية لايصدقها عقل وهي وعد (قطام
)بالزواج منه ان قتل لها عليا ولكنه يعلم انه لن يسلم من العقاب .وحين نفذ فيه حكم
الاعدام استنابوه :هل انت نادم بقتلك علي ,فاجاب والله لوعاش الف مرة لتمنيت ان اقتله
في كل مرة,فهل هذا ياترى مهر قطام؟؟؟وتبقى النتيجة دائما هي التي تحدد السبب :مقتل
عمر جاء بعثمان الاموي ومقتل علي جاء بمعاوية ...اريد من القارئ الكريم ان يعلم اني
توخيت الموضوعية والحياد في نقل الخبر وتحليله ماامكنني ذلك واذا كان لاحد ان يستدرك
ويناقش فاهلا به ولا اقبل التحامل من احد على الموضوع الا بلغة المنطق البناءوشكرا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق