ماهي الخطوط العريضة في الاديان ولماذا تجاوز العلم
كثيرا منها؟
1--منذ ان وجد الانسان العاقل وجد نفسه في مواجهة
قوى الطبيعةالجبارة سواء التي تساعده على البقاء او تلك التي تعذبه او تقتله فعاش متوجسا
بين هذين الحدين اللذين يجهل ماوراء كل منهما
2-- لما كانت المجاهيل من حول الانسان القديم كثيرة
في السماء والارض اطلق العنان لخياله متسائلا عن قوى خفية او ظاهرة شرع بعبادتها خوفا
منها او طمعا برضاها فولد الدين بطقوسه المحسوسة الملموسة اولالان الانسان القديم كالطفل
الذي يتعامل مع المحسوسات ليفهم ماحوله
3--من الطبيعي ان يتوجه الانسان القديم الى السماء
التي اعتقد ان فيها مصادر حياته من نور وماء وهواء فعبد اكبر اجرامها القمر والشمس
وهناك اجماع شامل ان عبادة القمر هي الاسبق زمنا وقد رافقت المرحلة الامومية اما عبادة
الشمس فقد انطلقت مع نشوء الدول التي تحتاج سواعد الرجال وليس ارحام النساء
4--تخيل الانسان القديم للكون الهة متعددة كتعدد
الاجرام السماوية بعضها عظيم جدا وبعضها اقل شانا مثل النجوم الكبري والصغرى
5-- لما كان الانسان عاجزا عن بلوغ الاله صنع له
مجسمات تعبر عن حبه له وتعلقه به تماما كما نحتفظ بصورة حبيب او اثر من اثاره او نصنع
له تمثالاوما تزال المزارات واماكن العبادة تحتل هذا الدورواتخذت هذه الصور والتماثيل
ابعادا قبلية وقومية ارتبطت رمزيتها بها
6--وحين ظهرت الديانات الموحدة انقلبت الاية فلم
يعد التمثال الذي يقربك من الاله او يضع الرمز الالهي بين يديك هو الواسطة بل صار الانسان
النبي او المتأله هو الواسطة اذكر في اليهودية بان يعقوب(اسرائيل)قد عارك الاله نفسه
بالايدي والارجل وغني عن البيان ارتقاء يسوع الى المقام الالهي وارتقاء محمد سواء في
اقتران اسمه مع الله دائما(الله ورسوله ) او في صعوده السماء ليلة المعراج وهنا نتساءل
هل الانسان القديم ام انسان الديانات الموحدة كان اكثر تواضعا وتعظيما لالهه السماوي
مادامت الاصنام زلفى للاله وليست آلهة ابدا بشهادة القرآن نفسه
7--وحين اكتشف الانسان الغاز الطبيعة سقطت مدلولاتها
الدينية فالبرق والرعد ظاهرتان فيزيائيتان معروفتان ولم تعودا مظهر تعبد وتسبيح والمطر
يخرج من تبخر البحار اى من الارض ثم يعود اليها ولكن بتاثير الشمس والقمر ولا يسقط
من السماءكما كانوا يظنون وكل الكواكب السيارة السبع التي وقف عندها الانسان بكثير
من الحيرة الباعثة للشعور الديني لاتعادل شيئا يذكر في الكون وكلما كان الانسان صغيرا
صغر الهه معه وكلما اتسعت معارفه اتسعت افاقه وتخلى عن محدوديته لذلك لابد من ان يتجدد
الخطاب باستمرار سواء كان علميا او دينيا والا ف الموت ينتظر كل العاجزين سواء في ابدانهم
او في منظومات فكرهم ومعتقداتهم اذا تجاوزها قطار العلم و المعرفة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق