السبت، 3 ديسمبر 2016

نشأةالدين لدى الانسان ومآله

ثقافة:
نشأةالدين لدى الانسان ومآله:(عرض تاريخي موضوعي )
1--وجد الانسان نفسه منذ ماقبل الحضارة في عالم تكتنفه المجاهيل والمخاطر ,وكان مصدر عيشه الصيد والالتقاط فكانت الطبيعة تقدم له معاشه وفي الوقت نفسه تعرضه لاخطار الموت من حيوان مفترس الى افعى الغابة الى ظروف البرد والحر ,لانه سيبحث عن طعامه كما الثعالب كل يوم فعاش الانسان ضمن ثنائية الرغبة في الحياة والخوف من الموت وهي الثنائية التي ماتزال حية في نفوسنا ولذلك ولد لديه التعلق بالشعور الديني الغيبي لانه بحاجة لاله يسانده في توفير معاشه ويحميه من الاخطارفتخيل الاله صيادايحمل قوسا او رمحا وظهر ذلك على جدران الكهوف واستمر الى العصر الزراعي(صورة الاله بعل يحمل القوس)بالاضافة الى الغصن الاخضر
2--وحين دجن الانسان القديم الماشية وامتهن الرعي صارت حياته اكثر رقيا وامنا ولكنه عندمااكتشف اكتاف البقرة انقلبت حياته الى ثورة هائلة فاصبح مزارعا ينتج القوت ويدخر ه لايام الشتاءوبعد ان كان الشعار الالهي هو الفاس في اقدم حضارة صار الثور او البقرة التي واكبت مسيرة الزراعة حتى القرن العشرين فهي نعمة السماء بلحمها ولبنها وعجلها وجلدها وروثها واكتافها وباختصار هي عمود الحياة عبر العصور الزراعية كما ادرك الانسان الزراعي اهمية النور والماء والهواء للحياة وراى ان مصدر هذه النعم من السماء فعبد مصدريها الشمس والقمر وكانت الاولوية للقمر لان دورة الخصوبة لدى جميع اناث الحياة من الانسان الى البقرة والمواشي وحتى السلاحف والحيتان قمرية وذلك قبل ان يبتكر الانسان النورمن صنعه حيث كانت دورة الخصوبة لجميع النساء تبدأمع بداية الشهر القمري ةتنتهي بنهايته وما تزال ايام الخصوبة اربعة كما ايام البدر اربعة
3--اطلق السومريون على القمر الاله ثور نظرا للتشابه بين قرني الهلال وقرني الثور واذا كان اله الخصوبة في السماء فان البقرة هي التي تحول الخصوبة الى واقع معاش ومن هنا كان تكريمها الذي مايزال سائدا في الهند حتى اليوم وكانت البقرة هي معبر الخصوبة من السماء الى الارض والانسان فصنعوا لها التماثيل الكثيرة
4--وتحول الاله الى راع للبشر كما هو بين النجوم ,فهواكبرها وهي متناثرة حوله كما تبدو للعين المجردة كالاغنام حول راعيها فتموز البابلي راعٍ وكذلك آمون المصري راعٍ وما يزال هذا الدعاء على السنتنا:رعاك الله
5--ربط الانسان في المرحلة الزراعية بين نجاح زراعته واحوال الطقس فصار اله الخصوبة الها للغيوم والامطار والصواعق والرياح التي تحمل الغيوم وما زلنا الى اليوم نطلب بركات الامطار على المواسم ونتمني على الله ان يجود بها
6--ولكن عقدة الخوف من المخاطر والرغبة في الحياة تظلان القاسم المشترك بين جميع المشاعر من الانسان الحجري الى انسان اليوم مع فارق هائل فى الخبرات والمعارف التي ستنعكس على وعي الانسان وطقوسه ونظرته
7--كان الانسان المؤمن القديم كالمؤمن اليوم يتمنى ان يكون قريبا من الاله لتطمئن نفسه فصنع له التماثيل وبيوت العبادة واقام الشعائر طمعابرضاه واتقاء لغضبه وما تزال كوارث الطبيعة والحروب مثيرة للمشاعر الدينية في نفوس المؤمنين الذين يلجؤون الى طلب المعجزات لدرئها متمنين ان يكون الاله رهن دعائهم .الحلقة القادمة ظهور الاديان الموحدة الاسباب والنتائج....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

من معجم الخصوبة:تحليل الجذر الثنائي الرابع والسبعين,التاء مع الهاء(ته,تاه,توه,تيه)

من معجم الخصوبة                                                                                                                            ...